صحفيات بلا قيود: اغتيال الدكتورة وفاء المخلافي في صنعاء يفضح الإفلات من العقاب وسياسة التكتيم الحوثية ويجب محاسبة الجناة
مأرب برس -

السبت 01 نوفمبر-تشرين الثاني 2025 الساعة 08 مساءً / مأرب برس - خاص

 

 

أدانت منظمة “صحفيات بلا قيود” بأشد العبارات جريمة القتل الوحشية التي راح ضحيتها الدكتورة وفاء صدام حامد الحاج المخلافي على يد مسلحين في صنعاء، في حادثة تكشف استمرار الانتهاكات المنهجية ضد المدنيين وخصوصاً النساء في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي.

 

ووفق المعلومات الأولية، تعرضت الضحية لهجوم مسلح داخل سيارتها أثناء عودتها إلى منزلها في حي الحصبة يوم الجمعة 31 أكتوبر 2025، بعد خروجها من محل صرافة لاستلام حوالة مالية. وراقبها الجناة، ثم حاولوا اختطافها ونهب المبلغ المالي منها، لكنها قاومتهم، فأطلقوا النار عليها بشكل مباشر داخل مركبتها، ما أدى إلى وفاتها على الفور قبل أن ينهبوا المبلغ ويلوذوا بالفرار.

 

وأكدت المنظمة أن الجريمة وقعت في مربع أمني حساس لمليشيا الحوثي يضم مقرات وزارة الداخلية وشرطة النجدة وعدداً من المؤسسات الحكومية والمقار العسكرية، مع انتشار واسع للنقاط الأمنية التابعة لها، ما يثير شكوكاً جدية حول تواطؤ المليشيا أو انتماء الجناة المباشر لها، في ظل القبضة الأمنية المشددة في تلك المناطق.

 

كما لفتت المنظمة إلى أن الحادثة صاحبها تكتيم إعلامي وصمت قسري حال دون توثيق الجريمة أو تناولها من قبل الناشطين والإعلاميين في مناطق سيطرة الحوثيين، بسبب الخوف من الملاحقة والاستهداف، ما يزيد من صعوبة كشف الحقائق ومحاسبة الجناة ويعزز سياسة الإفلات من العقاب التي أصبحت نهجاً ثابتاً في تلك المناطق.

 

وفي تعليق لها، قالت رئيسة المنظمة السيدة توكل كرمان "جريمة اغتيال الدكتورة وفاء المخلافي في صنعاء ليست حادثًا عابرًا، بل حلقة في مسلسل الفوضى والإفلات من العقاب. كانت الدكتورة في قمة عطائها، وحياتها أُزهقت بدم بارد في رسالة واضحة لكل صاحب علم وصوت وضمير في عاصمة محتلة من قبل المليشيا، صار فيها القتل أسهل من العلاج. هذه الجريمة البشعة تقع مسؤوليتها الكاملة على سلطة الأمر الواقع الميليشاوية في صنعاء، التي جعلت حياة الناس رهينة للقمع والفوضى، وتركت المجتمع يواجه الموت بلا حماية ولا عدالة."

 

وأكدت المنظمة أن مقتل الدكتورة المخلافي يسلط الضوء على الهشاشة الأمنية التي تعاني منها النساء في مناطق النزاع وغياب الحماية الفعلية لحقوقهن الأساسية، داعية إلى اعتبار العنف ضد النساء في سياق الحرب جريمة ممنهجة تستدعي تدخلًا عاجلًا من المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية.

 

وطالبت المنظمة بإجراء تحقيق فوري وشفاف، ومحاسبة الجناة، ورفض كل محاولات التمييع أو التغطية على الجريمة، مؤكدة أن دم الدكتورة المخلافي لن يضيع، وأن العدالة ستظل تُطالب بحقها مهما طال الزمن.

 

واختتم البيان بالدعاء للرحمة لروح الضحية، والخزي لكل من يشرّع للعنف ويغذي ثقافة الكراهية والخوف في البلاد.



إقرأ المزيد