مأرب برس - 11/17/2025 11:27:07 AM - GMT (+3 )
الإثنين 17 نوفمبر-تشرين الثاني 2025 الساعة 11 صباحاً / مأرب برس -وكالات

تتصاعد المواجهات الطاحنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في إقليم كردفان، حيث تحولت مدينة بابنوسة إلى بؤرة مشتعلة ومركز صراع شديد الحساسية، نظراً لموقعها الحيوي الذي يربط مدن ومناطق الإقليم ويقع قرب حقول النفط ومحطات النقل الرئيسية.
لا تهدئة في الأفق على الرغم من المساعي الدولية، وخاصة من الولايات المتحدة ودول “الرباعية”، فإن طرفي النزاع لا يُظهران أي نية في تهدئة القتال أو القبول بوقفٍ إنساني لإطلاق النار، بينما تتوسع رقعة الاشتباكات بوتيرة غير مسبوقة.
كردفان.. خط تماس حاسم يشير محللون إلى أن شمال وجنوب كردفان أصبحا خط التماس الأكثر حساسية بين الطرفين. فالجيش يستند إلى الوسط والشرق والخرطوم، بينما يعتمد الدعم السريع على الولايات الغربية والحدود الجنوبية بعد سيطرته على الفاشر.
وتُعد السيطرة على كردفان نقطة تحول كبرى، لما توفره من خطوط إمداد ومحاور استراتيجية بين غرب السودان ووسطه.
تحركات تغير قواعد اللعبة بعد سيطرته على الفاشر، بدأ الدعم السريع التحرك بشكل هجومي نحو مناطق مثل بابنوسة وأمدام حاج أحمد والرهد وسيالة، فيما يدفع الجيش بتعزيزات نحو الجبهات، لتشهد المنطقة مواجهات عنيفة على مدى الأيام الماضية.
ويُتوقع أن تمتد المواجهات قريباً نحو كادوقلي والدلنج في الجنوب، ومدينة الأبيض في الشمال، التي تمثل عقدة تجارية ونقطة ضخ نفطي مهمة.
ساحة تكنولوجيا قتالية المعارك الحالية تجاوزت الأساليب التقليدية، إذ تلعب المسيّرات، وأنظمة التشويش، والاستخبارات، والأقمار الصناعية أدواراً حاسمة تفوق أهمية القوة الأرضية التقليدية.
اقتصاد يشعل المواجهة تكتسب كردفان أهميتها من ثرواتها الهائلة، إذ تشكل مع دارفور نحو 35% من الموارد الاقتصادية للسودان، بما فيها الثروة الحيوانية والزراعة والمعادن، وهو ما يجعل السيطرة عليها هدفاً استراتيجياً للطرفين.
وتعقّد الطبيعة القبلية المتداخلة في الإقليم المشهد، مانحةً الدعم السريع مرونة أكبر، بينما يتمتع البرهان بخبرة واسعة في هذه المناطق منذ سنوات طويلة.
سيناريوهات مفتوحة على التصعيد السيطرة على كردفان تُمكن الجيش من التقدم نحو دارفور، بينما تكفل للدعم السريع القدرة على التوغل في وسط البلاد.
ويحذر مراقبون من أن انتقال المواجهات من بابنوسة إلى الأبيض قد يشكل نقطة تحول خطيرة، وقد يكون العامل الحاسم في ترجيح كفة طرف على آخر.
ورغم ضبابية المشهد، تبقى كردفان نقطة الفصل في الصراع السوداني، فيما تتجه الأنظار إلى بابنوسة حيث تتواصل المواجهات الطاحنة بلا أفق قريب للتهدئة.
إقرأ المزيد


