مدير الموساد السابق يقرّ بخطة ترحيل فلسطينيي غزة ويعترف بفشل الدعاية الإسرائيلية
مأرب برس -

الإثنين 24 نوفمبر-تشرين الثاني 2025 الساعة 06 مساءً / مأرب برس - غرفة الأخبار

 

ادعى المدير السابق لجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، يوسي كوهين، في كتابه "بالأحابيل تصنع لك حرباً"، الصادر أخيراً، أنه صاحب خطة تهجير الفلسطينيين خارج قطاع غزة خلال الحرب الحالية، وزعم أن فكرته لم تكن تنص على تهجير دائم، بل "مؤقت".

وتحدث كوهين، في الحلقة الثالثة والأخيرة من القراءة المطولة التي أجرتها "الشرق الأوسط" في كتابه، عن أساليب عمل "الموساد" وطرق تجنيد العملاء، مشيراً إلى أنه لعب في إطار عمله الاستخباراتي دور "خبير آثار" في لبنان، و"تاجر شاي" في السودان.

يحمل كتاب كوهين عنوان "بالأحابيل تصنع لك حرباً" في النسخة الصادرة باللغة العبرية، بينما يحمل باللغة الإنجليزية عنواناً مختلفاً هو "سيف الحرية: إسرائيل الموساد والحرب السرية".

قال كوهين إنه كان صاحب خطة ترحيل نحو 1،5 مليون فلسطيني من غزة إلى شبه جزيرة سيناء في مصر، رداً على هجوم حركة "حماس" في 7 أكتوبر 2023، موضحاً أن خطته كانت تقضي بأن "تكون الهجرة مؤقتة"، مشيراً إلى أن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي وافق على الخطة، وقرر تكليفه بإقناع دول عربية بها، باعتبار أنها تهدف إلى خفض عدد الإصابات بين المدنيين.

وبالفعل، سافر كوهين، كما يقول، إلى عواصم عربية، لكنه وجد أن العرب يخشون أن يتحوّل الترحيل "المؤقت" إلى ترحيل أبدي، فقال لهم إنه مستعد للحصول على ضمانات دولية بأن تكون الهجرة مؤقتة، وأجرى اتصالات بهذا الشأن مع كل من الولايات المتحدة، وبريطانيا، واليابان، والصين، والهند، لكن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حسم الأمر، ورفض الخطة بشكل قاطع.

وعندها كان هناك اقتراح أن يتولى كوهين نفسه مهمة رئيس فريق التفاوض في مباحثات تبادل الأسرى، لكن رفاقه من قادة الأجهزة الأمنية في إسرائيل أجهضوا الخطة.

 

الغرور وفشل الدعاية الإسرائيلية

يكرر يوسي كوهين، في كتابه، عدة مرات ضرورة أن يتمتع القادة الإسرائيليون بصفة التواضع، لكنه في الوقت نفسه يبدو كأنه يكرر أخطاء الغرور، فعلى سبيل المثال، يعرب عن دهشته من وقوف كثيرين في العالم ضد إسرائيل؛ بسبب حربها على قطاع غزة، وكيف ينشرون الأفلام الواردة من القطاع بكميات كبيرة.

وبدلاً من أن ينتقد كوهين الأعمال الوحشية التي طالت أهالي غزة، وأودت بحياة عشرات الآلاف منهم بحجة ضرب "حماس"، يرى أن المشكلة تكمن في فشل الدعاية الإسرائيلية، معتبراً أن تل أبيب لا تكرس ما يكفي من الجهد لإظهار الحقائق، وتسويق مواقف إسرائيل، في المقابل، يتجاهل أن اللوبي الإسرائيلي في العالم يتمتع بنفوذ هائل في الإعلام الأجنبي، كما أنه يتجاهل أن يهوداً كثيرين انضموا إلى حملات الاحتجاج على تصرفات إسرائيل.

يذهب كوهين أبعد من ذلك للقول إن القادة الإسرائيليين يبتعدون عن الشعب، ويفتقرون للأحاسيس الإنسانية، والرحمة إزاء الإسرائيليين، ولذلك لا يشعرون بآلامهم بشكل كافٍ، وبالتالي لا يعرفون كيف يعكسون للرأي العام العالمي، وحتى المحلي، حقيقة المعاناة التي يعيشها الناس، وهذا يجعل العالم عرضة لتأثير "حماس" ودعايتها، على حد قوله.

ويقول إنه رغم العمليات الوحشية التي تعرض لها سكان بلدات محيط غزة، الذين عُرفوا بأنهم أنصار سلام، وبينها الاغتصاب الجماعي، وقطع الرؤوس، والتمثيل بالجثث، وإحراق الأطفال، راح العالم يطالب إسرائيل بوقف الحرب، ومعلوم أن إسرائيل تؤكد أن "حماس" ارتكبت هذه الأفعال خلال عملية "طوفان الأقصى"، لكن الحركة تنفي ذلك.

وعرض كوهين، شكل الدعاية التي يجب على إسرائيل أن تتبناها، وقدّم تصريحات القائد في "حماس"، خالد مشعل، مثالاً لذلك، إذ قال إنه يرفض حل الدولتين، ويريد مقاومة الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين من النهر إلى البحر، ويؤكد كوهين أنه لا يمكن إقامة السلام مع من لا يعترف بحقك في الوجود، لكنه يتجاهل بالطبع أن القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني، ممثلة في منظمة التحرير الفلسطينية، التي اعترفت بإسرائيل في اتفاقات أوسلو، وتطالب بدولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل على مساحة 22% من فلسطين، هي أيضاً تتعرض لتنكيل إسرائيل التي تعمل كل ما في وسعها حتى تضعفها، وتقصيها.

 


إقرأ المزيد