مأرب برس - 11/12/2025 7:25:23 AM - GMT (+3 )

الأربعاء 12 نوفمبر-تشرين الثاني 2025 الساعة 07 صباحاً / مأرب برس -وكالات
في وقتٍ كانت فيه العواصم الغربية تراهن على انهيار الاقتصاد الروسي تحت وطأة أكثر من 26 ألف عقوبة غير مسبوقة، جاء الواقع ليقلب المعادلة رأسًا على عقب؛ فـموسكو لم تسقط، بل تتأقلم وتزدهر شرقًا، لتُفاجئ خصومها بقدرتها على إعادة رسم خريطة اقتصادها بعيدًا عن قبضة الغرب.
فبين كماشة العقوبات وسندان الحرب الأوكرانية، أعادت روسيا ترتيب أوراقها، وفتحت بوابات التجارة نحو الشرق، لتجد في الصين والهند شريانًا اقتصاديًا جديدًا يُبقي قلبها النابض بالحياة، رغم الحصار المالي وتجميد 300 مليار دولار من أصولها في بنوك الغرب.
حقائق مذهلة من قلب المواجهة: أكثر من 26,655 عقوبة مفروضة على روسيا، منها نحو 24 ألفًا منذ اندلاع الحرب. تجميد 300 مليار دولار من احتياطات البنك المركزي الروسي.
خسائر تقدر بنحو 50 مليار دولار سنويًا نتيجة القيود على شركات النفط العملاقة "روس نفط" و"لوك أويل".
صادرات النفط والغاز تراجعت 21% فقط رغم الحصار، لتسجل 82 مليار دولار في 10 أشهر من 2025. أكثر من 40 هجومًا أوكرانيًا على منشآت الطاقة الروسية خلال شهرين لم توقف عجلة الإنتاج.
اقتصاد يتحدى المستحيل يقول ستانسلاف متراخوفيتش، كبير الباحثين في الصندوق الوطني الروسي لأمن الطاقة، في مقابلة مع سكاي نيوز عربية:
> "روسيا تجاوزت صدمة العقوبات الأولى، ودخلت مرحلة التكيف الذكي... الشركات الكبرى تعلمت كيف تلتف على القيود، وتبيع عبر وسطاء وأسواق آسيوية دون الحاجة للعقود المباشرة."
ويضيف أن العقوبات الجديدة على شركات الطاقة الكبرى لن تغيّر شيئًا جوهريًا في الاقتصاد الروسي، الذي بات يعتمد على مرونة غير مسبوقة في التعامل مع الأزمات، مستفيدًا من التحالف التجاري مع بكين ونيودلهي.
تهديد أوروبي... ورد روسي جاهز
وفيما تتصاعد الأصوات داخل أوروبا للمطالبة باستخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل الحرب في أوكرانيا، حذّر متراخوفيتش من أن موسكو لن تقف مكتوفة الأيدي، مؤكداً أن أي خطوة من هذا النوع ستقابل بإجراءات روسية "قاسية بالمثل"، قد تهز الأسواق الغربية نفسها.
الصين.. الحليف الذي أنقذ موسكو لم يكن الشرق يومًا بهذه الأهمية لموسكو كما هو اليوم. فالصين باتت المنقذ الاقتصادي الأول لروسيا، تليها الهند، حيث تستمر التجارة والصفقات البينية بعيدًا عن العقوبات الأمريكية والأوروبية.
ويشير الخبراء إلى أن هذا التوجه الشرقي جعل روسيا تستعيد توازنها الاقتصادي وتعيد رسم تحالفاتها المالية وفق قواعد جديدة تزعج الغرب وتكسر عزلته المفروضة.
خاتمة المشهد بين العقوبات والحرب، تقف روسيا كالصخرة، تتلقى الضربات دون أن تنكسر. وبينما يزداد الحصار اشتدادًا، يبدو أن موسكو وجدت طريق النجاة شرقًا، معلنة بوضوح:
> "لن نُهزم اقتصاديًا.. وسنُعيد صياغة النظام المالي العالمي بطريقتنا."
إقرأ المزيد


