مفاعل طائر: روسيا تكشف عن صاروخ مجنح نووي يُغيّر قواعد الردع
مأرب برس -

الإثنين 27 أكتوبر-تشرين الأول 2025 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس -وكالات

أعلنت موسكو أمس عن إتمام الاختبارات الختامية للصاروخ المجنح العابر للقارات «بورييفستنيك» (نذير العاصفة)، وهو صاروخ فريد من نوعه يعمل بمحرك نووي ويمنح منظومة الردع الروسية قدرة تحرُّك طويلة الأمد وصعبة الاكتشاف.

أثبتت اختبارات 21 أكتوبر أن المنظومة قادرة على التحليق لمسافات طويلة — أكثر من 14 ألف كيلومتر خلال 15 ساعة — بمدى عملي يُصنّف تقريباً «غير محدود».

وصُمّم «بورييفستنيك» ليطير على ارتفاعات منخفضة (يتراوح عادة بين 10 و50 متراً) وبسرعات دون سرعة الصوت، ما يجعل اعتماده مختلفاً عن الصواريخ الباليستية التقليدية وقادراً على المناورة وتخطي أنظمة الدفاع الجوي والمضادة للصواريخ.

الرئيس فلاديمير بوتين وصف المشروع بأنه «تطوير فريد» لا مثيل له عالمياً، في حين شكك خبراء دوليون سابقاً بإمكانية تصنيع محرك نووي عملي للسلاح.

بحسب تصريحات موسكو، النسخة الحالية من «نذير العاصفة» مجهزة برأس حربي نووي، وتوجد خطط لإدخالها إلى الخدمة الفعلية بعد عام 2027، خصوصاً في حال تعثُّر مفاوضات تمديد معاهدات خفض الأسلحة الاستراتيجية.

لماذا يشكل «بورييفستنيك» تغييراً استراتيجياً؟ المحرك: يعتمد على مفاعل نووي هوائي منخفض الطاقة يُسخّن تدفُّق الهواء لتوليد دفع مستمر، ما يمنح الصاروخ قدرة طيران طويلة الأمد تفوق حدود الأنظمة التقليدية.

الإخفاء والمناورة:

رفع القدرة على التحليق على مسافات طويلة والاصطفاف على ارتفاعات منخفضة يصعّب رصده واعتراضه.

تأثير الردع: وجود نسخة نووية فقط حالياً يعكس تريُّث موسكو في تطوير خيارات إطلاق واستراتيجية الردع التي تعتمد على استمرارية الضربات من اتجاهات متعددة.

المواصفات الفنية (معلنة جزئياً) طول أثناء الإطلاق مع المسرع: نحو 12 متراً، وبعد انفصال المسرع: نحو 9 أمتار.

نظام الإطلاق: منصات أرضية مع مسرع صاروخي بوقود صلب. سرعة التحليق: تقريباً بين 850 و1300 كم/ساعة (دون سرعة الصوت).

ارتفاع التحليق المتوقع: بين 10 و100 متر. المدى: غير محدود عملياً (قادر على الاستمرار في التحليق لساعات أو أشهر حسب المصادر الروسية). الرأس الحربي: نووي (وفق التصريحات الروسية الحالية).

تأتي هذه الخطوة بعد سنوات من تطوير منظومات روسية وصفتها موسكو بأنها ردّ على تغيرات في بنية الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالأسلحة، وخصوصاً بعد انسحاب واشنطن سابقاً من بعض معاهدات السيطرة على الصواريخ.

ويُتوقّع أن يثير إعلان موسكو ردود فعل وتحليلات مكثفة على الساحة الدولية حول مستقبل سباق التسلح والتحكم في انتشار تقنيات الدفع النووي العسكرية.



إقرأ المزيد