تل أبيب تستنفر أمنياً بعد إدراج عشرات الأكاديميين ضمن أهداف "القتل المأجور"

عمّت الأوساط الإسرائيلية حالة ذعر غير مسبوقة عقب ظهور موقع إلكتروني مجهول الهوية يُدعى "حركة العقاب من أجل العدالة"، حيث نشر قائمة تفصيلية تضم كبار الأكاديميين والعلماء الإسرائيليين باعتبارهم "أهدافاً مشروعة"، مع عرض مبالغ مالية ضخمة لمن يعتدي عليهم أو يغتالهم، في خطوة وصفتها إسرائيل بأنها الأخطر من نوعها.

وبحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، فإن الموقع الذي يُعتقد أنه يُدار من إحدى الدول الغربية أو الولايات المتحدة، نشر تهديدات مباشرة بالقتل ضد علماء إسرائيليين، متهماً إياهم بالتورط في "قتل الأطفال الفلسطينيين" و"تطوير أسلحة دمار شامل" لصالح الجيش الإسرائيلي.

الموقع عرض مكافآت مالية تصل إلى 100 ألف دولار لمن ينفّذ عمليات اغتيال، إضافة إلى مبالغ تتراوح بين 2,000 و20,000 دولار مقابل الاعتداء أو إحراق ممتلكات الشخص المُستهدف. 

قائمة بأسماء وصور وعناوين وجوازات سفر وتضمّن الموقع قسماً بعنوان "أهداف خاصة"، يظهر فيه نحو 40 أكاديمياً بارزاً بينهم رؤساء جامعات، علماء فيزياء نووية، خبراء هندسة، وباحثون في معهد وايزمان.

وقد نُشرت بجانب الأسماء صور شخصية، أرقام هويات، عناوين منازل، وأحياناً نسخ من جوازات سفر وتأشيرات أمريكية. كما نشر الموقع قائمة أخرى تضم مئات الأساتذة والطلاب مع "سعر ثابت":

50 ألف دولار مقابل اغتيال كل شخص منهم.

اتهامات لإيران.. والموساد يدخل على الخط مصادر إسرائيلية قالت إن هناك "خشية حقيقية" من أن تكون إيران وراء هذا النشاط، خصوصاً أن التهديدات جاءت بلغة احترافية وبأسلوب يشبه عمليات الجماعات المسلحة.

وعقب كشف موقع Ynet للقضية، تم حجب الموقع بعد ساعتين فقط، فيما بدأت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية – الشاباك والموساد – التحقيق بشكل عاجل، مع إصدار تحذيرات للمحاضرين بعدم نشر تحركاتهم والسفر بسرية. 

غضب رسمي وجامعي: "دماء الأكاديميين أصبحت مباحة" جامعة بن غوريون ولجنة رؤساء الجامعات وصفوا الحادث بأنه "تصعيد مرعب وغير مسبوق"، محذرين من أن الجمع بين التحريض الداخلي والمعاداة الخارجية لإسرائيل "يخلق خليطاً قد يقود لقتل أشخاص فعلياً". كما دعت المؤسسات الأكاديمية العالمية لإدانة التهديدات، فيما وصفت رابطة الطلاب القائمة بأنها "محاولة إرهابية واضحة". 

استنفار وتحذيرات أمنية عاجلة مع اتساع الضجة، أوصت الجهات الأمنية الإسرائيليين المستهدفين بتعزيز حماية منازلهم، وتغيير مسارات سفرهم، والإبلاغ عن أي حادث مشتبه به.

وتؤكد جهات إسرائيلية أن مجرد نشر هذه البيانات والمكافآت "يحوّل التهديد إلى خطر حقيقي"، وقد يجذب جهات أو أفراداً مستعدين لتنفيذ اعتداءات مقابل المال.